الوصف
وسط صحراء مصر اشرقت هناك، قطعة من الجنة سكنت بين رمالها الذهبية، بها كل ما يسحر العيون، الجمال الآسر للقلوب، الثراء الفاحش الجالب للحاسدين، الفرسان والقوة، الفتيات الجميلات، ولكن.. خلف كل ذلك ما لا تراه العيون، يختبئ وراء جبالها، يترقب ليفتك بهذه الجنة..
…
كانت عيونه تنطق بما قد رأى وهو ينظر للخلف بخوف رغم أنه يسير للأمام وكأنه لا يأمن الطريق أمامه إلا أن يتأكد بأنَّ لا شيء يتبعه من الخلف، وكاد الثلاثة عبيد يلتصقون ببعضهم من الخوف، حتى إنهم يذهبون متلاصقين ليطعموا هذا الحصان وذاك الجمل، وعيونهم لا تكاد ترى ماذا تفعل أيديهم، بل تظل تنظر للخلف في خوف ورعب.
…
حتى الصباح تبكي النساء داخل القلعة لا تدري كل واحدة منهن ما حدث لزوجها أو ابنها، عندما فتح لهم الباب أديم دون أن ينطق وأدار لهم ظهره قبل رؤية وجهه، وذهب يجمع مع من تبقى من الرجال الأشلاء والجثث مقطوعة الرأس أو الأيدي ويدفنونها في المقابر التي كادت تمتلئ فقط بالأشلاء، وأخذت النسوة يبحثن عمن لهن وكذلك الرجال، فقد تشتتوا في الظلام ومنهم من اختبأ عند أطراف الواحة ولم يجرؤ على الخروج من مخبئه حتى الصباح.
…
“لقد وافقنا على أن نبقى منحصرين ومنعزلين وسط الصحراء بمفردنا؛ حتى ننجو من شره، فإذا به يأتي إلينا حتى في عقر دارنا، ماذا سنفعل الآن؟ ماذا سنفعل؟”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.